-->

(نصف ديني -الجزء الثاني) -مذكرات شخصية توثيقية تاريخية يرويها ويستعرضها الاخ الأستاذ القدير /عبدالقادر الصبيحي الناخبي. -إعداد وتقديم /نائف زين ناصر النسري .

"صيف 1976"

الساعة الثامنة من اليوم التالي أستويت على قمة عقبة دبشره وكانت جهة البحر مزحومة بالسحب وهى تباشير خير لانها ستروح المساء على الجبال كما قال الشاعر"
يا سحب طالعه من حيد صيره *
موسم الخير قد لا حت تباشيره "
وكنت بطريق المشاه اما السيارات تمر من الخربه ونلتقي معها بنجد اسحيل .
لم آكل اي شي طوال الطريق وقد اعتذرت عندما دعوتي للقهوه في طريقي .
وفي قرض لفت انتباهي قشاع العذراء وهي حجار فوق بعضها البعض كالعمود وحجم كل حجر كبير لا يستطيع حمله مجموعه من الناس ويرتفع حوالي سبعة أمتار ،
وصلت الى "دور سلامه" وهى قريتي بحزر وانا متعب وجائع وعطشان ، ربط الحمار ودخلت البيت وصعدت الى سطح البيت وبمجرد رأيت الوجه الرضي بالمحطابه زال مني كل هم وغم و
عرفوا الاهل بفشل مهمتي وبدأوا التفكير بالمخرج وتم تأجيل الزواج والعوده الى المدرسة خلال عشرة أيام اما انا سأتأخر لاني حضرت متاخر الى البلاد بسبب مشاركتي بالحملة الشاملة لمحو الامية بالقوات المسلحة بالضالع والشعيب ،
طربنا تلك الليلة ونحن على السطح نستمع الى الشاعر جدي/ محمد الصبيحي وهو يعلم الحبيب/ احمد الجنيدي طريقة الوسيلة وهي نشيد والإيقاع يتم بالتنك ، لكن المتعة لم تدم فقد قطعتها زخات من المطر الخفيف ، وريح شديدة طيرتنا مع المطر .
وكان الاسبوع الاخير هدوء قبل العاصفة ويجري الاستعداد فيه للرحيل وقد قضيناه مجاملات وزيارات متبادلة حضينا منها بنصيب من الوداد والتفاهم .
يوم الوداع لم يكن يوما عاديا خرجت القرية باكملها تودع مجموعة المسافرين وخرجت انا اودع نفر منهم ولم اكتفي بسلام عليه بل سرت بجواره مودعا له حتى اكملنا وادي العرقه مسير ساعه وربع .
افترقنا اسفل العرقه هم عبر الصعيد سيرا الى رصد ليركبوا سيارة من هناك الى جعار وانا توجهت الى حقل زراعي معنا بحدق على طريق سباح
كنت جسد فقط لان روحي طارت معهم .
مرة العشرة الايام التي بقيت بها بالعرقه بعدهم وانا اصول واجول هنا وهناك اسلم فيها على المراعي على الجبال والشعاب والصخر والوديان لم اترك مكان إلا وزرته .
الليله الاخيره اجتمعت مع والدي ووالدتي وطرحوا عليا فكرة اختيار غيرها لانهم يريدون ان يفرحوا بي قريب وعرضوا علي اختيار أخرى ورغبوني وضغطوا عليا فرضخت لطلبهم لاني استلطفت الفتاه التي رشحوها كنت ارى فيها بعض المغريات التى تشدني اليها وخولتهم الاتصال باهلها والترتيب لزواج حسب رغبتهم طاعة مني لهم .
وفي الفجر غادرت العرقه مع عمي بسيارته الى لبعوس عبر ذي ناخب اوصل ناس امراض الى مستشفى لبعوس وانزلني بفرزة الموحس التاسعه صباحا ثم ذهب،
ركبت من لبعوس ، الى عدن بصحبة السيارات التي نقلت المشاركين من يافع "بمعرض المعارض" الذي سيقام بالمعلاء بعد يومين واتعرفت على أبن مسعد الذي قدم امثال للحميد بن منصور عن الزراعه ومواسمها وكان أدائه رائع جدا ومعهم ايضا غرس بن وترنج واواني قديمة شغل حرفيين سيعرضونها بالمعرض"معرض المعارض".
وصلت الشيخ عثمان واتجهت الى بيت وضعوه آل الكهالي الاخوين صالح ومحمد حسين لاهل العرقه وفيه مكائن حديثة لعصر الجلجل وكانت متوقفه لعدم نجاحها ومعهم معصره أخرى عادية .
قابلت هناك حسن الدباني وباحاج والاستاذ المرحوم محمدبن محمد ..
في المساء لم أنام وبكيت كثيرا حتى خشيت ان يسمعني احد وحزنت بسبب الاتفاق مع الوالد لخطوبة فتاة أخرى وبالاخير قررت التراجع عن ألاخيره لأن القلب والحب للحبيب الاولي لا احيد عنه مهما كان .
وفي ظهر اليوم التالي تجمعنا ببيت آل الكهالي والمرحوم محمد حسين كان مخزن دخل علينا باحاج وهو راجع من الجوازات قال انهم طلبوا منه الجواز القديم وكان قد طرحه بالبلاد وسأل عن اي أحد مسافر الى البلاد ، قلت له انا اخدمك ، لأن الدراسة متاخرة كم يوم ، حتى ارجع الى والدي ، واصلح ما افسدته ، واقنعه باني قد غيرة رأيي .
وباختصار رجعت الى العرقه والقيت اتفاقي مع الوالد واحضرت الجواز لباحاج ، ثم ركبت من الشيخ صوب جعار مسرعا حتى اجلي همي وحزني ومتع نظري بغرة عيني .
انتهى.
طرفة:
مررت بمستودع الميدان بكريتر واشتريت بدله رياضيه بيضاء كدريس الشباب الرياضي ، واشتريت سروال شارلستون وجزمه دبابه وسلس على الرقبة وسوار بالمعصم ومشط شوكه كبير وكان شعري آفرو ونظارة ، قلت اتخنفس هوبيز لاني غير معروف بعدن وانا بالفرزه بالشيخ عثمان كان " الجرشبيل" ينادي المعلاء المعلاء معرض المعارض وكانت فتاة مخننة"تلبس الخنه" تنظر لي وتبتسم وتهم ان تكلمني ثم ركبت مع اهلها وانصرفت السياره باتجاه المعلاء ، وما كان مني إلا ان لحقتها بالسيارة الاخرى عندما وصلت معرض المعارض بحثت عنها ووجدتها وبجوارها اخريات فاقتربت منهن وسمعت صوتها ينادي" عبدالقادر تعال" تسمرت من الحياء وكانت البنت جارتنا بجعار تزور خالتها تقدمت خالتها ومسكت السلس وقلعته من رقبتي ووبختني وانا صامت من الحياء انفضحت من اول دقيقة غشيم يا ناس.
-يتبع-




ليست هناك تعليقات:


الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

صمم ب كل من طرف :