-->

(نصف ديني-الجزء الاول ) -مذكرات شخصية توثيقية تاريخية يرويها ويستعرضها الاخ الاستاذ القدير /عبدالقادر الصبيحي الناخبي. -إعداد وتقديم /نائف زين ناصر النسري.

"صيف 1976 م"
اتفقت الاسرة المكونة من ابي وامي واخي على مكافأتي بالزواج ، حددوا العروسة وانتدبوا اخي ليبلغني باتفاقهم واخذ رأيي فجاء الى عندي من العرقه/يافع الى جعار ، وعندما عرض علي مشروع الزواج تفاجات بان اختيارهم كان مطابق لرغبتي فالفتاة هي من كنت اتمناها واحبها بصمت ، طار فرحي ورسمت خيوط الامل وبدأة اغزل مراسم الزواج كانت الفتاة طالبة اكملت الصف السادس بعامها الرابع عشر ، وتسكن بجعار وتنتقل بالعطله مع اهلها الى العرقه وهي من اقربائي .
وبعد حوالي شهر اجتمعت الاسرتين بحزر العرقه وتبادلوا الحديث بوجودي وكانت امامنا عقبة مواصلت تعليمها ، وبالاخير كانت هناك موافقة مبدئية ركيكة .
وفي اليوم الثاني ذهبت الى لجنة الشؤون الاجتماعية بالعرقه لاطلب من رئيسها صالح حسن قابوس عمل اتفاقية الزواج حسب النظام المتبع بذالك الوقت وكنت اساعدهم وانشط مع اللجان وعضو تنظيمي مقرب من سكرتير المنظمة القاعدية/ صالح حسين الكهالي حيث توطدت علاقتنا ايام ماكان يدرس بالمدرسة الحزبية بزنجبار بجوار الثانوية التي ادرس فيها .
لكن سكرتير المنظمة قال لي مش ممكن يتم زواج ولا حتى اتفاقية لان البنت طالبة وما نقدر نتجاوز قانون الاسره
الا بترخيص من المحكمة برصد وانا مستعد لاي مساعدة باي اوراق تطلب مني.
كتمت الموضوع عن اهلنا وبدأت اشعر بالقلق لاني كنت مستعجل وفرحان ، وقررت ان اذهب الى رصد مسافة ست ساعات سيرا على الاقدام لاقدم طلب ترخيص الى المحكمه .
باليوم التالي حزمت متاعي وشددت حماري وعزمت السفر الى محكمة رصد رغم عناء
السفر وطوله من العرقه الصعيد الخضراء ذي عسيم دبشره و كانت رحلة طويلة لا تخلو من الرفقه مع اخرين بعضهم لمسافات قصيرة والبعض الآخر اكمل معي طريق السفر الى رصد خصوصا المتجهين صوب المستشفى الموجود برصد ، وفي الطريق تمتعت بمناظر جميله جدا وادي خضراء البطاطي كله غيول وخضره ، واما ذي عسيم كان كله خزج"طحالب" من كثرة الماء وبه شجيرات الخسع نسير وسطها وقزع السحاب يحاذينا ويظلنا من تارة الى اخرى ،
اما السيارات فكانت قليلة وكان بعض المسافرين على جانب الطريق منتظرين مرورهن حيث كنا نسلم عليهم عندما نمر من امامهم ، وتعرفت بطريقي على رجل مخضرم و مشهور ومعروف بذي عسيم وهو " الشامي" وكان بالعقد الثامن يركب حمار صبياني قال لي خلها تدرس وانتظر .
كان الطريق امان ليل ونهار لا تخاف على نفسك وما إن وصلت
رصد ربطت الحمار بعيدا حتى لا يروث بالسوق حسب النظام ، وذهبت إلى المطعم ثم رتبت نفسي واتجهت صوب المحكمة وكان الوقت ظهرا واول من قابلت عند باب المحكمه كان العقاد عوض علي والد زميلي بالدراسة/ احمد عوض الذي تقلد وظيفة بمكتب التربية " سيأتي ذكره و دوره لا حقا " و كانت المحكمه عباره عن ادارة مبسطة بفاعلية كبيرة و هيبة النظام و القانون حاضرة
انتظرت فترة حتى دخلت وقابلت القاضي المرحوم/ عبدالله المقفعي وكانت لنا معرفة سابقة حيث تقابلنا بالقسم الداخلي لثانوية زنجبار وهو يزور أخوة قريبة و زميلي علي احمد المقفعي .
عرضت عليه الموضوع ورد على بامانة دون مجاملة قائلا يجب ان تكمل التعليم الاساسي حسب القانون ، انتظر واتركها تكمل الدراسة افضل لكما ، وانا ليس من حقي ارخص لها وبعد الحاح مني عليه قال معك جاعم صالح هو الوحيد الذي يقدر يتصرف بهذا الموضوع ، وعرض علي ان ابقي ضيفا عنده فاعتذرت وانصرفت
خرجت من المحكمه مكسور الخاطر هائم على وجهي مش عارف كيف اتصرف .
اتجهت صوب المستشفى لعلي اروح عن نفسي قليل فقد كان المستشفى مبنى باهر الجمال بكل الوانه وتشكيلاته يولب"ياتي" اليه الحسن و الجمال من كل حدب وصوب من المناطق المحيطة برصد ومتزينات كأن عندهن مسابقة ملكة الجمال لا حجاب ولا شي من ذلك.
مررت بسوق القات وكان رخيص ونظيف واشتريت منه وكنا لا نخزن إلا اذا كان مبيتنا برصد لابعاد الملل وطول الجلوس بديوان المبيت ، واتجهت الى بيت علي حيدره وعمتي مكيه الله يرحمهم وكانوا يستقبلون النزلاء نوم وطباخة أكل ان اراد النزيل ونحن اهل مناطق سباح كنا نتجمع عندهم .
تفقدت بعد ذلك الحمار وكانت السماء غيوم والرعد يسمع عن بعد ووضعته بمحوى نصف كنان من المطر واتجهت الى ديوان عمي علي وسوق رصد كعادته خالي في العصر ممتلئ في الصباح كل الزائرين يأتون للتسوق وقضاء المعاملات او العلاج بالمستشفى وحتى طلبة الاعدادية يذهب الكثير منهم الى القرى المجاوره ويبقى طلاب القسم الداخلي .
كانت ليلتي ليلة بات احد المسنين يردد" دجن دجن يا خريف "يعنى مطر متواصل خفيف ومتوسط حتى الصباح .
غادر عبده رصد في الصباح صفر اليدين مروح إلى العرقه مهموما دون بارقة امل ليس معه الاسلة خضار بالخرج وحيدا معاكس الطريق لان الجميع وجهتهم رصد صباحا كانت ليلة حافلة سمرنا بديوان عمي علي الذي اعتبره مدرسة الحياه ، ففيه يتجمع شعار وخطباء ووجهاء وموظفين كبار
يتناولون اخبار مناطقهم وقصص من الماضي واشعار وطرائف كأنك في منتدى.
اعتليت عقبة دبشره ونظرت امامي كانت جبال ووديان بامتداد الافق وفي الاخير يظهر جزء من جبل ياواس وبه ريم القلب
-يتبع-







ليست هناك تعليقات:


الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

صمم ب كل من طرف :