جامعة عدن تنفض غبار الحرب وتتطلع لفتح علاقات مع الجامعات الإماراتية
جامعة عدن، التي تُعد أول جامعة على مستوى اليمن، حيث تأسست في العاشر من سبتمبر 1975 بعهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية «دولة الجنوب» قبل الوحدة، طالتها آثار الحرب التي قادها الانقلابيون على عدن ومحافظات الجنوب. فإلى جانب إيقاف العملية التعليمية فيها، عملت مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على استهداف مباني الكليات التابعة لجامعة عدن بالقصف والتحصن في بعض المباني، فلحق ما لحق بهذه المؤسسة من أضرار وتدمير ناجم عن تعمد تلك المليشيات للمؤسسات الحيوية والخدمية والتعليمية بهدف إخضاع المواطن. وساهمت استعادة المقاومة الجنوبية محافظة عدن في 17 يوليو من سيطرة هذه العناصر المتمردة بمساندة من قوات التحالف العربي، ودور متميز لدولة الإمارات لدحر وإنهاء وجود تلك المليشيات الإجرامية بشكل كبير إلى جانب عزيمة وإصرار طلاب جامعة عدن والمساعي الحثيثة للإدارة الجديدة، في عودة الحياة إلى كليات الجامعة بعد أن نفضت غبار الحرب عنها ومعها عاد طلاب العلم إلى قاعات الدراسة في العاشر من أكتوبر.
.
العودة إلى الجامعة
كغيرها من المؤسسات، طال بعض مبانيها المنتشرة في عدن ولحج وأبين وشبوة خراب ودمار توزع ما بين جسيم ومتوسط وخفيف، إلا أن رئاسة الجامعة وعمداء الكليات في جامعة عدن وأعضاء في هيئة التدريس، واستشعاراً منهم لأهمية عودة العملية التدريسية وبعد سلسلة اجتماعات عقدوها، أعلنوا، وفي يوم احتفالي بهيج عنوانه التحدي والإصرار، إعادة عجلة العملية التعليمية التنويرية للدوران، حيث يقول د. حسين باسلامة رئيس جامعة عدن المعين حديثاً لـ «الاتحاد»: جامعة عدن كغيرها من المؤسسات تعرضت للتدمير من قبل مليشيات الحوثي وصالح، وقد طال هذا التدمير كثيراً من مؤسساتها والمباني التابعة لها، حيث توزع هذا التدمير الذي تعرضت له الجامعة جراء هذه الحرب الظالمة بين تدمير كلي، كما حصل لكلية التربية في محافظة الضالع (التي تتبع جامعة عدن)، وتدمير متوسط، كما حصل لمقر رئاسة الجامعة الكائن في مديرية خور مكسر، ناهيك عن تدمير جزئي، وهذه حال بعض الكليات الواقعة في عدن، وتمثل هذا التدمير بأن طالت بعض القذائف والشظايا مباني الكليات وتسببت في تساقط زجاجات الأبواب والنوافذ وإتلاف الكثير من المكيفات والمختبرات.
.
وأضاف : بعد تحرير عدن، شاهدنا ما حصل لجامعتنا من دمار، وبحكم كوني حينها قائماً بأعمال رئيس الجامعة، عمدنا إلى عقد اجتماع لمجلس ضم أعضاء مجلس الجامعة لتدارس كيفية النهوض بجامعتنا من هذا الركام الذي خلفته الحرب وبعد العديد من المناقشات والاستماع لبعض التقارير توافقنا على أن تبدأ الدراسة في 10أكتوبر، وفعلاً وبعد شهر ونصف الشهر من العمل والمساعي وإصرار نابع من إدارة جامعة عدن وهيئة التدريس والطلاب، تحقق لنا ما سعينا له في حفل بهيج افتتحنا به الدراسة، بحضور السلطة المحلية بعدن، ليكون هذا أكبر تحدٍ لطلابنا في مواصلة تعليمهم، واستكمال الفصل التكميلي الثاني الذي توقفت فيه الدراسة جراء الحرب.
.
تحدي وإصرار الطلاب
وفي معرض حديثها مع «الاتحاد»، ذهبت الطالبة في المستوى الثالث كلية الحقوق بجامعة عدن عبير فهيم الحضرمي إلى القول: أشكركم على جهودك الطيبة لمتابعة الأوضاع في مدينة عدن، فإن الحرب أوقفت كثيراً من مسارات الحياة في كليات جامعتنا، للأسف، وتأخرنا عن أداء الامتحانات للمرحلة التي نحن فيها وتحملنا تبعاتها،
.
لأن من خاض هذه الحرب الظالمة على عدن لم يدرك أهمية العلم، ما جعل الحياة تتعطل في عدن كاملة، وكذلك المحافظات المجاورة لها، وعودة الحياة التعليمية تعد من الأمور المهمة، وهي جزء من تطبيع الحياة.
.
وأردفت: هناك من لا يريد للحياة أن تعود إلى هذه المدينة، ومنها تعطيل الحياة التعليمية، ولكن إصرارنا جعلهم أمام أمر واقع بأننا محبون لحياتنا، مضيفة: أشكر أساتذتنا على جهودهم وإصرارهم على الاستمرار في الحياة التعليمية وعطائهم. وأوضحت : نعلم أنه ستواجهنا كثير من التحديات، وأولها أننا سندخل إلى عالم آخر، وهو عالم الوظيفة، التي ستتطلب جهداً كبيراً من أجل خدمة وطننا ومواطنيه؛ ولذلك فإن الأمور ستكون إلى الأفضل، بإذن الله، لوطن نحلم بأن يكون حاملاً لرؤيتنا كشباب. وأضافت : نشكر إخواننا في دول التحالف، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الذين بذلوا جهودهم لإعادة الأمل لنا لنعيش بكرامة من خلال تحرير الوطن والإنسان من ظلم وجور الطغاة، على حد تعبيرها.
.
بدوره، يقول الطالب عادل حمران، وهو طالب في كلية الآداب بجامعة عدن :نحن طلاب جامعة عدن نخبركم بأن كثيراً من إخواني الطلاب تركوا «المتارس»، وعادوا نحو الجامعات والمدارس، رغم صعوبة الحياة في عدن، ورغم وضع
ليست هناك تعليقات:
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات