-إعداد وتقديم /نائف زين ناصر النسري.
كنا بالنصف الاول من شهر يونيو ٧٨ صيف حار مقيضه والقلب احر شوقا من الفراغ والكل مشغول باجتماعات ومحاضرات تجري استعداد لبزوق فجر المولود الجديد حزب طليعي من طراز جديد ، والقياده العليا للدولة والتنظيم تتسابق بكسب التأييد وقد زار ابين علي ناصر وعبدالفتاح والبيض مع بعض وجمعوا اعضاء التنظيم بمديرية خنفر بمعسكر المرأه بجعار ، وصرح أمامنا عبدالفتاح ان اسم الاشتراكي للتغطية فقط امام جيراننا وان اسمه الحقيقي الحزب الشيوعي ، و"ربيع " اتجه الى العسكريين وعينهم بالمراكز القيادية من محافظ الى مدراء عموم بدعوى ضبط المؤسسات بصرامة ولم يظهر رغبته بقيام الحزب وكان كثير التردد علي جبل خنفر .
وكذلك كنت مشغول باجتماع نقابة العمال الزراعيين م \ ٣ مع علي عاشور ، وتصفية الاجور اليومية للعمال المؤقتين بعد نهاية الموسم والعلاوة السنوية .
قدمت طلب اجازة طارئة لمدة اسبوع ، لزيارة اهلي بالعرقه وتوفقت بها .
واليوم التالي استقليت سياره اجره من جعار الى رصد وانطلقت العاشره صباحا عبر طريق حطاط وهى طريق وعرة وغرزنا بالزغرور عدة مرات غيول وخزج قبل ان يستقر بنا المقام للمبيت بديوان علي حيدره برصد .
استيقظت في الصباح وبدأت بالفطور ثم تجولت بالسوق اشتري خضار وقات هدية وصدفة تقابلت مع احمد عوض موظف بمكتب الاشراف وكان زميل بالاعدادية سلمنا على بعضنا واصطحبني الى مكتبه وبالطريق اخبرته من باب الاستشارة رغبتي بالزواج والعائق دراسة الحريوة ، قال لي بأي فصل هي ؟ قلت الثامن ، قال ما عندكم بالعرقه ثامن تعال معي المشرف يريد مقابلتك والتعرف عليك بعدما عرف نتيجة الثانوية العامة وعرف انك من مديرية رصد ، قابلت المشرف وشكرني وهنأني وشربنا الشاي عنده .
ثم كتب لي ملاحظة على خطاب وجهته لرئيس المحكمه نص الملاحظة:
"لامانع لدينا من زواج المذكوره اعلاه لعدم وجود فصل ثامن بمدرسة العرقه ".
واستكملت الترخيص بختم وامضاء رئيس المحكمة لكنه سألني ان كان عمرها ستعشر سنة ، قلت نعم بدون تفكير والحقيقه عمرها اقل .
انطلقت من رصد الى العرقه مرتاح البال بهذا الترخيص مستقلا سيارة متجهه الى لبعوس وكانت الطريق سياحية بامتياز .
الناس بالمزارع الخضراء والاغنام بالمراعي والنسوة تجلب الماء ، وتحملن الشجر والحطب على ظهورهن ، البيوت تتناثر على الآكام كالدرر والجو صباحي بارد والسماء منصعة بصغار السحب ، ومسير السيارة يطوي تلك اللوحةالفنية ليفرد امامنا لوحة اخرى اكثر منها جمالا وروعة
انزلتني السيارة اسفل وادي العرقه ظهرا ومعي عفش ثقيل سليط وجلجل وهدايا وخضره .
ووفقني الله بابن قربع طاهر المسمى معه حمار شد لي العفش عليه واتجهنا مطلع عرقة الخير ، نسلم على كل من نصادفه بالطريق وكلهم معروفين معي .
وصلت إلى قريتي دور سلامه ياواس وفي السيله كهف فيه ظل كبير يتجمع تحته الناس من القرى المجاوره له يوميا ، سلمت عليهم ، وجلست بينهم وانا اترغب لعلي أظفر بنظره من المستقيه التي شغلت بالي ، كنا نمضغ القات ونتبادل الاخبار والنكت والطرائف مجلس رائع يؤتى إليه كل يوم .
ومع المغرب وصلت جوار البيت وسمعت صوت امي تنادي ، ادخلوا الدجاج المدج والبهم الكرس والغنم الزريبه قاطعتها امي انتظري اسلم عليك ، قالت أحثر البقره واعزل الرضيع وأجيك .
اجتمعت الاسرة وتناولنا العشاء على السطح فبلغنا خبر الفاجعة وهي اغتيال الرئيس القشمي وتواردت التقارير بالاذاعة إن حكومتنا هي المسؤولة عن الحادث ، وتولى العرشي رئيس مجلس الشعب التأسيسي الرئاسة مؤقتا .
عملها "دفاريش "وراح سرها معه وبدأ عهد نشوان بين الشمال والجنوب.
قابلتها صباح اليوم التالي بطريق الماء واسترقت دقائق من رقابة رفيقاتها وبشرتها بحصولي على ترخيص لها بالزواج ، وسلمت على اهل القرية ومن كان معهم تحت العلب وهم يخوضون بالاخبار ، وسمعت منهم ان الوضع خطير وانه جاري التعبئة برصد ، وفي المساء سمعنا بيان صادر من اذاعة لازلت احفظه وهذا نصه :
"بعد ان كبد شعبنا خسائر فادحه استسلم سالم ربيع علي ومعه جاعم صالح وعلى سالم الاعور
وقدشكلت محكمة خاصة لمحاكمتهم وحكمت عليهم بالاعدام وتم تنفيذ حكم الاعدام بعدمصادقة مجلس الرئاس عليه ".
غادرت العرقه على عجل الى رصد حيث وجدت الناس متجهة جهة ابين ، تغديت وركبت سيارة فيات نقل كبير على الكبن ، وانطلقنا نطوي الطريق الوعرة وقرح القات معي ، وشرعت استعيد الذكريات واقلب الامور ، وظهرت الخواطر
اولا انتفاظة الخمر
بعام ١٩٦٩م صليت بمسجد جعار الجمعة بجوار سالمين وبعد الصلاة طرح المصلين عليه مشكلة انتشار الخمور ثم قال ربيع للمصلين اي سكران يأذيكم اضربوه دافعوا عن انفسكم وفي الجمعة الاخرى خرجت الجماهير بعد الصلاة وكسرت محلات الخمور وقامت الدولة باعتقال المصلين الذين بالصف الاول والثاني بالمسجد وحملتهم الخسائر كاملة ودفعوها
الخاطرة الثانية
كنت مستغرب بالطريقة التي يجري التحضير بها للانتفاضة الفلاحية بالليل يحرضوهم يكتبون على منازل الناس شعارات منها :
"الارض لمن يفلحها لا لمن يملكها "
و "لا اقطاع بعد اليوم" .
وفي النهار يعتقلوهم ثم يطلقونهم ليلا .
الخاطرةالثالثة
فتحوا مكتب ببيت الحريري لتسجيل اسماء الفلاحين اللذين سيوزعوا الاراضي عليهم مقابل رسوم اثنين دينار لكل فرد وكان الاستاذ سالم عوض يستلم الرسوم وانا بعت دجاجةومعها احدعشر فرخ كي اكمل دفع الرسوم واستلم ارض من حق جدي لا يأخذها الغريب بدون علمه مع اني صغير بصف السادس عام 70م ، كذبوا علي وحرموني من الدجاجة وفراخها ياقهري عليها .
الخاطرةالرابعة
سحبوا اراضي الملاك بجعار والحصن ثم اعتقلوهم ونقلوهم الى زنجبار وعمي معهم ولحقناه الى السجن بالمصروف ومريم بنت عيسى معهم بغرفة واحدة .
الخاطرةالخامسة.
كانت التعاونيات تحكم البلاد حتى ان رئيس التعاونية بجعار ترأس محكمةعلنية لقضية أمن دوله وحكم فيها اعدام.
كان الشعار المرفوع
الانتفاظه عنف منظم وصراع طبقي أقوى صراع.
لا سلبية لا تراجع لاتذبذب لا خداع .
دمرت طبقة من الناس وعاشوا بظلم وجدي قعد يعفلل سنين بعد الانتفاضة "يعفلل اي يقول جن جن شلوها".
قلت لنفسي هذه الاخطاء وغيرها كثيرة لا اعلمها اوصلتنا لهذا ثم وقفت السيارة بسوق سرار للراحة وشرب الشاي
-يتبع-
.
كنا بالنصف الاول من شهر يونيو ٧٨ صيف حار مقيضه والقلب احر شوقا من الفراغ والكل مشغول باجتماعات ومحاضرات تجري استعداد لبزوق فجر المولود الجديد حزب طليعي من طراز جديد ، والقياده العليا للدولة والتنظيم تتسابق بكسب التأييد وقد زار ابين علي ناصر وعبدالفتاح والبيض مع بعض وجمعوا اعضاء التنظيم بمديرية خنفر بمعسكر المرأه بجعار ، وصرح أمامنا عبدالفتاح ان اسم الاشتراكي للتغطية فقط امام جيراننا وان اسمه الحقيقي الحزب الشيوعي ، و"ربيع " اتجه الى العسكريين وعينهم بالمراكز القيادية من محافظ الى مدراء عموم بدعوى ضبط المؤسسات بصرامة ولم يظهر رغبته بقيام الحزب وكان كثير التردد علي جبل خنفر .
وكذلك كنت مشغول باجتماع نقابة العمال الزراعيين م \ ٣ مع علي عاشور ، وتصفية الاجور اليومية للعمال المؤقتين بعد نهاية الموسم والعلاوة السنوية .
قدمت طلب اجازة طارئة لمدة اسبوع ، لزيارة اهلي بالعرقه وتوفقت بها .
واليوم التالي استقليت سياره اجره من جعار الى رصد وانطلقت العاشره صباحا عبر طريق حطاط وهى طريق وعرة وغرزنا بالزغرور عدة مرات غيول وخزج قبل ان يستقر بنا المقام للمبيت بديوان علي حيدره برصد .
استيقظت في الصباح وبدأت بالفطور ثم تجولت بالسوق اشتري خضار وقات هدية وصدفة تقابلت مع احمد عوض موظف بمكتب الاشراف وكان زميل بالاعدادية سلمنا على بعضنا واصطحبني الى مكتبه وبالطريق اخبرته من باب الاستشارة رغبتي بالزواج والعائق دراسة الحريوة ، قال لي بأي فصل هي ؟ قلت الثامن ، قال ما عندكم بالعرقه ثامن تعال معي المشرف يريد مقابلتك والتعرف عليك بعدما عرف نتيجة الثانوية العامة وعرف انك من مديرية رصد ، قابلت المشرف وشكرني وهنأني وشربنا الشاي عنده .
ثم كتب لي ملاحظة على خطاب وجهته لرئيس المحكمه نص الملاحظة:
"لامانع لدينا من زواج المذكوره اعلاه لعدم وجود فصل ثامن بمدرسة العرقه ".
واستكملت الترخيص بختم وامضاء رئيس المحكمة لكنه سألني ان كان عمرها ستعشر سنة ، قلت نعم بدون تفكير والحقيقه عمرها اقل .
انطلقت من رصد الى العرقه مرتاح البال بهذا الترخيص مستقلا سيارة متجهه الى لبعوس وكانت الطريق سياحية بامتياز .
الناس بالمزارع الخضراء والاغنام بالمراعي والنسوة تجلب الماء ، وتحملن الشجر والحطب على ظهورهن ، البيوت تتناثر على الآكام كالدرر والجو صباحي بارد والسماء منصعة بصغار السحب ، ومسير السيارة يطوي تلك اللوحةالفنية ليفرد امامنا لوحة اخرى اكثر منها جمالا وروعة
انزلتني السيارة اسفل وادي العرقه ظهرا ومعي عفش ثقيل سليط وجلجل وهدايا وخضره .
ووفقني الله بابن قربع طاهر المسمى معه حمار شد لي العفش عليه واتجهنا مطلع عرقة الخير ، نسلم على كل من نصادفه بالطريق وكلهم معروفين معي .
وصلت إلى قريتي دور سلامه ياواس وفي السيله كهف فيه ظل كبير يتجمع تحته الناس من القرى المجاوره له يوميا ، سلمت عليهم ، وجلست بينهم وانا اترغب لعلي أظفر بنظره من المستقيه التي شغلت بالي ، كنا نمضغ القات ونتبادل الاخبار والنكت والطرائف مجلس رائع يؤتى إليه كل يوم .
ومع المغرب وصلت جوار البيت وسمعت صوت امي تنادي ، ادخلوا الدجاج المدج والبهم الكرس والغنم الزريبه قاطعتها امي انتظري اسلم عليك ، قالت أحثر البقره واعزل الرضيع وأجيك .
اجتمعت الاسرة وتناولنا العشاء على السطح فبلغنا خبر الفاجعة وهي اغتيال الرئيس القشمي وتواردت التقارير بالاذاعة إن حكومتنا هي المسؤولة عن الحادث ، وتولى العرشي رئيس مجلس الشعب التأسيسي الرئاسة مؤقتا .
عملها "دفاريش "وراح سرها معه وبدأ عهد نشوان بين الشمال والجنوب.
قابلتها صباح اليوم التالي بطريق الماء واسترقت دقائق من رقابة رفيقاتها وبشرتها بحصولي على ترخيص لها بالزواج ، وسلمت على اهل القرية ومن كان معهم تحت العلب وهم يخوضون بالاخبار ، وسمعت منهم ان الوضع خطير وانه جاري التعبئة برصد ، وفي المساء سمعنا بيان صادر من اذاعة لازلت احفظه وهذا نصه :
"بعد ان كبد شعبنا خسائر فادحه استسلم سالم ربيع علي ومعه جاعم صالح وعلى سالم الاعور
وقدشكلت محكمة خاصة لمحاكمتهم وحكمت عليهم بالاعدام وتم تنفيذ حكم الاعدام بعدمصادقة مجلس الرئاس عليه ".
غادرت العرقه على عجل الى رصد حيث وجدت الناس متجهة جهة ابين ، تغديت وركبت سيارة فيات نقل كبير على الكبن ، وانطلقنا نطوي الطريق الوعرة وقرح القات معي ، وشرعت استعيد الذكريات واقلب الامور ، وظهرت الخواطر
اولا انتفاظة الخمر
بعام ١٩٦٩م صليت بمسجد جعار الجمعة بجوار سالمين وبعد الصلاة طرح المصلين عليه مشكلة انتشار الخمور ثم قال ربيع للمصلين اي سكران يأذيكم اضربوه دافعوا عن انفسكم وفي الجمعة الاخرى خرجت الجماهير بعد الصلاة وكسرت محلات الخمور وقامت الدولة باعتقال المصلين الذين بالصف الاول والثاني بالمسجد وحملتهم الخسائر كاملة ودفعوها
الخاطرة الثانية
كنت مستغرب بالطريقة التي يجري التحضير بها للانتفاضة الفلاحية بالليل يحرضوهم يكتبون على منازل الناس شعارات منها :
"الارض لمن يفلحها لا لمن يملكها "
و "لا اقطاع بعد اليوم" .
وفي النهار يعتقلوهم ثم يطلقونهم ليلا .
الخاطرةالثالثة
فتحوا مكتب ببيت الحريري لتسجيل اسماء الفلاحين اللذين سيوزعوا الاراضي عليهم مقابل رسوم اثنين دينار لكل فرد وكان الاستاذ سالم عوض يستلم الرسوم وانا بعت دجاجةومعها احدعشر فرخ كي اكمل دفع الرسوم واستلم ارض من حق جدي لا يأخذها الغريب بدون علمه مع اني صغير بصف السادس عام 70م ، كذبوا علي وحرموني من الدجاجة وفراخها ياقهري عليها .
الخاطرةالرابعة
سحبوا اراضي الملاك بجعار والحصن ثم اعتقلوهم ونقلوهم الى زنجبار وعمي معهم ولحقناه الى السجن بالمصروف ومريم بنت عيسى معهم بغرفة واحدة .
الخاطرةالخامسة.
كانت التعاونيات تحكم البلاد حتى ان رئيس التعاونية بجعار ترأس محكمةعلنية لقضية أمن دوله وحكم فيها اعدام.
كان الشعار المرفوع
الانتفاظه عنف منظم وصراع طبقي أقوى صراع.
لا سلبية لا تراجع لاتذبذب لا خداع .
دمرت طبقة من الناس وعاشوا بظلم وجدي قعد يعفلل سنين بعد الانتفاضة "يعفلل اي يقول جن جن شلوها".
قلت لنفسي هذه الاخطاء وغيرها كثيرة لا اعلمها اوصلتنا لهذا ثم وقفت السيارة بسوق سرار للراحة وشرب الشاي
-يتبع-
.
ليست هناك تعليقات:
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات