-->

(نصف ديني -الجزء التاسع) -مذكرات شخصية توثيقية تاريخية يرويها ويستعرضها الاخ الاستاذ القدير /عبدالقادر الصبيحي الناخبي. -إعداد وتقديم /نائف زين ناصر النسري.

العاشره صباحا يوليو 1978 م توصل وفد من وزارة الزراعة الى الادارةالعامة لهيئة تطوير دلتا ابين ثم اتجه الى مكتب المدير العام واستدعت السكرتيرة مدراء الاقسام وتم تعريفهم بتعيين على جازع سالم الموظف بديوان الوزارة مدير عام للهيئة .
لم تمر الا ساعات حتى تعارفنا مع المدير الجديد ، لم يغير شي بل سير العمل بنفس النظام السابق لان الحاكم الحقيقي هو التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية ممثلا بالمنظمة القاعديةبالهيئة
ونظام الدلتا اسسه المهندسين الطليان ثم اكمله الانجليز والتزم به العرب اولهم حسين علوي حسين ، زيد سليمان ، عبدالقفور ، جعسوس .
نظرا لقرب مكتبي من مكتب المدير ونشاطنا المشترك بالمنظمة القاعديةتطورت علاقتي بالمدير العام واصبحنا اصدقاء ، ومنحت دراجه نارية تتبع العمل
ونتيجة الاحداث وضغوطها النفسية اردنا الترويح على موظفين الادارة العامة بقيام رحلة الى حضرموت الساحل بمكروباص الدلتا ورافقنا المدير والجنس اللطيف اكثر من النصف وكانت رحلتنا بالباص اثناء السفر وسط الهيلمة ممتعة جدا حديث ، ضحك ، غناء ، لم نشعر بطول المسافة بين أبين و حضرموت ،
جمال المكلا من جبل وبحر ، وزيارة غيل باوزير ، والشحر مدينة المحضار ، انستنا هموم الاحداث التي مرينا بها .
والرحله الثانية الى الحبيلين نفس المجموعة
وشاركنا ايضا بانعقاد مؤتمر عام نقابة العمال الزراعيين بالمعلا ووسط هذه الانشطة الاجتماعية والهيلمةكنت بزرزر وانا مثل ثور مفدم وسط جربة قصب ما معه منها إلا النظر او ما دعس او لمس .
بداية سبتمبر ٧٨م عزمت على شراء مستلزمات الزواج فذهبت الى كريتر واشتريت زمبيل البضاعة باربعمائة شلن باستشارة التاجر بن علوان واشتريت كساء ثياب ، دق القاع ، ابو سيله ، مخمل ، موضة تلك الايام ، واشتريت العطور والبخور واغراضي الخاصة
وباليوم التالي تقدمت الى ساهر والخليفي بمؤسسة اللحوم جعار اطلب ترخيص بشراء اربعة رؤوس غنم ونقلها الى يافع لغرض الزواج وما قصروا معي ، علما ان الجلجل واللحوم كان ممنوع نقلها الى خارج ابين .
تقدمت الى مدير الدلتا بطلب الاجازة السنوية ووافق عليها ، واستلمت مستحقات الاجازه وقدمه فورية مائتين دينار وغادرت جبل خنفر
آخر يوم قبل السفر قلت اروح اتدرب مع نادي خنفر بعد انقطاع دام اكثر من عام وبغياب النجوم خارج جعار كنت اعتقد اني ساكون ديك الملعب لكن بعد ربع ساعه جري لياقه ، خرجت ألهث معلنا الاعتزال للابد .
صباح يوم السفر ودعت جدي ونصيحتة ترن باذني ، كنت ألعب فتر وجدي جالس على قعادةيدخن وعمري اثنعشر سنة ، قال لي ياولد أذا قدك بالاربعين خذ الثانية انا لي ثلاثين سنه من الحرمه وجدي تعمر الى مائة عام .
ركبنا السيارة وودعنا الاهل بجعار وانطلقنا نمشي بجوار فندق الذهب الابيض به اول كأس نسكافه شربته بحياتي ايام السلطنة مرينا على الجسر وهو لا يتسع إلا لسيارة واحده وعطفنا يمين باتجاه الحصن وانا اتذكر دخلت اول مرةجعار على جمل عام ٦٣م وكان الجمل يهرب لما يشوف سيارة واول ما شفت بحياتي مكينة تركتر حراره بالحصن اعتقدت انها السيارة
واصلنا السير ، على جانب الطريق الايمن يمتد العبر وبه يجري ماء السيل ليروي الطين وكنا نتسبح فيه والجانب الايسر تمتد الحقول الشاسعه تزداد أخضرار كلما اتجهنا شمالا .
وصلنا حصن بن عطية وهناك رأيت دار الحيد وكأن السلطان الثائر لا زال فيه ، حدثني قائد الشرطه اليافعية صالح احمد الصبيحي عن قيامه بآخر مهمه وساطة بين محمد عيدروس المقيم بدار الحيد ووالده المقيم بخور مكسر عام ٥٧م تقريبا قال
قلت لمحمد عيدروس يجب ان نخبر والدك قبل الانتقال الى القارة، قال لي ، اذهب اليه واخبره
وعندما فاتحت السلطان عيدروس بخور مكسر انفجر علي وكان غاضب من ولده وقال لي خليه يروح القاره قد اتصلت بمحمود الى لندن يجي يمسك السلطنة بدله
وصلنا نقطة با تيس ( صبيبه ) اظهرت ترخيص الغنم بناءا على طلب العسكر فتركونا نمر وانطلقنا نطوي حبيل برق
-يتبع-

ليست هناك تعليقات:


الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

صمم ب كل من طرف :